زروني كل سنه مرة

زروني كل سنه مرة



انقطع بديع خيري بعض الوقت عن سيد درويش ، حتى علم يوم بمرضه فذهب لزيارته، و عند خروجه قال له سيد معاتبا : والنبي تبقى تزورني كل سنة مرة وما تنسانيش بالمرة".



فتأثر بديع خيري ، و أكمل الكلمات ليلحنها سيد درويش و كانت إحدى أجمل الأغاني التي تركها لنا سيد درويش

وكان الفنان حامد مرسي هو ومازال اعظم من غنى تلك الاغنية

ولا زلت اذكر له ساعة تجلي


وكان اليوم خميس ربيعي ساعة عصاري منذ اكثر من عشرين سنه

كنت اجلس في حديقة اتيليه القاهرة مع عم حسن درويش رحمه الله واعضاء جمعية اصدقاء سيد درويش ودخل علينا بلبل مصر الشيخ حامد مرسي والوردة الحمرا في مكانها في عروة الجاكته كما كانت قبل اربعين سنه !

وكان اول مرة اشوفه في حياتي

دندن يومها عم حسن انا هويت ، و سمعنا من الشيخ حامد اشهر دور غناه في حياته وابدع فيه كما لم يبدع احد .. زروني كل سنه مرة

يوم لا انساه

بعدها واظبت عدة مرات علي حضور لقاء الجمعية كل خميس


لكن اليوم ما اتكررش


كان مجرد ساعة تجلي




رحم الله بلبل مصر الفنان حامد مرسي ، فأخر ظهور له كان حين اختاره عبقري السينما المصرية ورائد الواقعية ، المخرج الراحل صلاح ابوسيف ليؤدي دور مطرب التخت الشرقي في فيلم (بداية و نهاية) بعد أن توارى زمنا طويلا عن الأنظار - وتلك حكاية أخرى من صندوق الحكايات –
ففي البداية – مثل كل بداية – لم يكن حامد مرسي سوى مطرب شاب غير معروف يغني بين الفصول بمسرح جورج ابيض ولا يلقى استحسانا يذكر ، حتى سمعه الشيخ سيد درويش وأعجبته خامة صوته ، فأعطاه لحن " زورنى كل سنة مرة" ليغنيه ، فأبدع فيه غاية الإبداع ، وذاع صيته بسبب ذلك الدور و سمي بعده "بلبل مصر" واصبح من يومها معشوق النساء لوسامته المفرطة اضافة لصوته الشجي – ويا ويلنا من عشقهن و كرههن ! – اذ بعد زواجه من الممثلة عقيلة راتب الذي دام عمريهما ، وفي بداية زواجه ، شعرت أحدى المعجبات بأنها طعنت في عواطفها ، فشوهت وجهة بزجاجة من حامض الكبريتيك المركز ( ماء النار) مما ترك أثرا علي وجهه وعينه اليسرى ، فآثر الابتعاد بعدها عن الناس والجمهور ،وان ظل محتفظا بحلاوة صوته و براعته في غناء الادوار والالحان في الجلسات الخاصة

ايوه ياحاج بيلوز افتح صندوق الحكايات وسمعنا

خلينا ننسى شويه الهم اللى احنا فيه