ان الحياة الفلاحية التقليدية كما نجدها بالريف المصرى تجعل الفلاح مرتبط بالملكية الصغيرة و مفاهيم العائلة الهرمية السلطوية حيث الاب يسطر على الابناء و بشكل لا يقبل الراى الاخر
ويرتبط بالاتكال على الميتافيزيقيات التى يراها تتحكم بانتاجه الزراعى
ان نمط الانتاج الفلاحى التقلدى ينتج بالتالى نمط وعى ماقبل راسمالى
نمط وعى جمعى سلطوى تملكى صغير
حيث التسلط و ادكتاتورية و التبعية واللاعلمية
ولذلك نجد الاسلام السياسى يجد بيئة خصبة بالوعى الفلاحى
حيث التبعية لزعيم و الثقافة النقليدية النصية التى تعتمد الحفظ و الترديد
فيصبح المرشد او الامير هو الاب الجمعى للمجتمع يطاع دون نقاش و يبجل كالاب بالعائلة الصغيرة
ويصبح نظام الخلافة و المبايعة شئ طبيعى
فالوعى الفلاحى لا يستوعب ابدا مفاهيم الليبرالية و الفردية و العلمانية حيث هى نتجات للمجتمع ونمط الانتاج الصناعى
ان نمط الانتاج الفلاحى نمط متكرر رتيب وبالتالى العقلية الفلاحية عقلية نمطية تعتمد التكرار و التنميط و الاحادية ولا تستوعب التعقيدات و التفاعلات و التطور الجدلى
فلا عجب ان نجد المشايخ و الطلبة بالمعاهد الدينية جلهم من الريف ونجد كوادر الاخوان و الاسلام السياسى تعتمد على الفلاحين بالاساس
ونجد الفلاحين اعدى اعداء مفاهيم كالليبرالية و العلمانية و الشيوعية
ان السبيل بالتالى لتطوير الوعى بالريف هو تحويل نظام الانتاج الى صناعة زراعية حيث يتحول الفلاح الصغير الى عامل زراعى داخل كيان كبير انتاجى حديث
بدون هذا سيستمر الريف بيئة رجعية تقع ضحية للاتجاهات السلطوية الدينية